هل سيتمكن أمير الكويت سباق الوقت واعادة الوفاق الخليجي..؟ أم أن واشنطن ستكون لها الكلمة الفصل..؟
يمنات – صنعاء – خاص
غادر أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، مساء الأربعاء 7 يونيو/حزيران 2017، العاصمة القطرية، الدوحة، بعد زيارة استغرقت ساعات، التقى خلالها بأمير قطر، تميم بن حمد.
و تأتي الزيارة في اطار الجهود التي يبذلها الأمير الصباح، لاحتواء الأزمة بين قطر و كل من السعودية و الامارات و البحرين.
و لم تذكر الوكالة الكويتية الرسمية أي تفاصيل بخصوص لقاء الصباح و تميم، مكتيفة بالقول إن أمير الكويت قام بـ”زيارة أخوية” إلى قطر.
و كان أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، التقى في الامارات بحاكم دبي و نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، و ولي عهد أبو ظبي و نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قصر زعبيل بمدينة دبي، حسب “كونا”. دون أن تكشف عن نتائج المحادثات.
توجه الأمير الكويتي الدوحة من دبي، يكشف أن المباحثات التي اجريت في العاصمتين الخليجيتين، جاء في ظل جهود الوساطة التي يبذلها الصباح من أجل المساهمة في تسوية الأزمة الدبلوماسية الحالية بين قطر و الدول الخليجية الثلاث.
و كان أمير الكويت، استقبل في الكويت، وزير خارجية سلطنة عُمان، يوسف بن علوي بن عبد الله.
و الثلاثاء الماضي، قام أمير الكويت بزيارة إلى مدينة جدة السعودية، حيث أجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
و قالت تقارير صحفية، إن الملك سلمان، سلم الصباح قائمة الشروط التي يتعين على قطر تنفيذها لإنهاء الأزمة.
و تفيد تقارير صحفية، إن الشروط التي سلمها سلمان لـ”الصباح” تتضمن: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران فوراً، و طرد قيادات حركة حماس من الدوحة و تجميد حساباتهم البنكية و حظر التعامل معهم، إلى جانب ايقاف بث قناة الجزيرة و اعتذار رسمي لجميع الحكومات الخليجية من قطر، عن ما بدر من إساءات من قناة الجزيرة، و تعهد الدوحة بعدم ممارسة حكومتها لأي دور سياسي ينافي و يتعارض مع سياسات دول الخليج، و التزامها بميثاق العهد الذي وقع في عهد الملك عبد الله، العام 2012، و طرد قيادات و عناصر اخوانية من الدوحة، و توقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية المصرية و العربية و الخليجية، و وقف دعم المنظمات الارهابية بكافة السبل.
و بات نجاح مهمة الصباح مرهون بمدى التعاطي القطري مع الشروط الخليجية، و مدى تفهم الرياض و أبو ظبي و المنامة و من خلفهما القاهرة للرد القطري.
مهمة الصباح تبدو أشبه بسابق مع الوقت، منعا لأي تطورات قادمة، تدفع بالعلاقات الخليجية، إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها، غير أن الموقف الامريكي هو المحدد النهائي لترمومتر الصراع الخليجي، و الذي ان تجاوز درجته الحالية، قد يصعب السيطرة على استمرار تصاعده.
التحرك التركي الأخيرة، عبر البرلمان، و الذي أجاز نشر قوات تركية في قطر، ربما يساعد في فرملة التصعيد الخليجي تجاه قطر، غير أنه ليس باب نجاه للدوحة، التي باتت شبة محاصرة خليجيا.
الموقف الأخير للبيت الأبيض و الذي تضمن امكانية التدخل في حل الأزمة الخليجية، ربما يساهم في تهدئة التوتر، غير أنه لا يزال مجرد تصريحات، قد يكون الهدف منه التطمين الخادع لـ”الدوحة” و منح ضوء أخضر للعواصم الخليجية الثلاث برفع وتيرة التصعيد لاخضاع قطر.
و اعلن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صباح الاثنين الماضي، قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، و وقف الحركة البحرية و البرية و الجوية معها، قبل ان تنضم اليها حكومة هادي، و الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، و المالديف و موريشيوس و موريتانيا و جزر القمر.
و أمهلت السعودية والإمارات والبحرين مواطني قطر المقيمين فيها و زائريها 14 يوما لمغادرة أراضي هذه البلدان الخليجية.
و اتهمت هذه الدول الخليجية السلطات القطرية بدعم الإرهاب.
و رغم تصعيد العواصم الخليجية الثلاث ضد الدوحة، إلا أن الكويت و مسقط اختارتا موقف الحياد في هذه الأزمة، و بدأتا القيام بدور الوساطة لتخفيف التوتر.
و يرى مراقبون أن الأزمة الخليجية، كشفت ان الخليج على وشك الانقسام إلى محورين، احدهما بات أكثر وضوحا و ياتمثل في السعودية و الامارات و البحرين و الآخر لا يزال في حالة من المراوحة، و يتمثل في قطر و الكويت و عُمان.
المحور الأول بات مغردا في السرب الامريكي، فيما بات المحور الثاني محتفظا بعلاقات مع ايران الخصم اللدود للمحور الأول، و الذي باتت واشنطن تستخدم منها فزاعة لاستدرار الأموال الخليجية.
و في الوقت الذي كانت فيه الرياض تسعى لتوحيد الجهود الخليجية استعدادا لما تسمية “مواجهة ايران”، باتت تصرفاتها دافعة بالدوحة إلى حضن طهران، في حين أن الكويت و مسقط، تحتفظان بعلاقات دافئة مع طهران.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا